حديث النفس
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حديث النفس
في صباح يومٍٍ هادئ جلست مع نفسي قليلا ودخلت أعماقي حاولت أن
أفتش في داخل النفس البشرية وأتصفح أسرارها برغم أن النفس
هي سر من أسرار هذا الكون العجيب
لهذا حاولت أن أدخل بصحبة ما أخبرنا به سبحانه عن هذه النفس
فالله سبحانه قد أحاط بكل شيء علماً قال سبحانه: (أََََََلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ
وَهُوَ اللََطِيفُ الْخَبِِيرُ ) فهو سبحانه من يعلم أسرارنا واحتياجاتنا
أكثر منا فالصانع أدرى بما صنع
طرحت على نفسي سؤالين شغلا الكثير والكثير وتاه في الإجابة الأكثر
ما السعادة؟ ومتى نكون سعداء؟
قبل أن أخوض في هذا الحديث كان لابد من فحص النفس البشرية لمعرفة ولو جزء بسيط عنها مما تتركب ومما
خلقت,نحن كمسلمين على يقين أن الله سبحانه قد خلق الإنسان بداية
من تراب ونفخ فيه الروح لاحقا,تأتي الأحاديث المتواترة أن الله
سبحانه حين بدأ في خلق آدم عليه السلام قبض قبضة من جميع بقاع
الأرض ثم شكََل منها جسد آدم عليه السلام لهذا كان هذا التنوع في
صور البشر ثم نفخ فيه تلك الروح العجيبة التي حيرت العقول
قال سبحانه:( وَيَسْأَلُونَكَ عَنٍِِِِِِِِِِِِِِِ الرُُوحِ قُلٍِ الرُوحُ مِنْ أمْرِ رَبِِي )
إذاً الإنسان يتكون من جسد وروح ,عنصر ملموس مادي وعنصر
غيبي روحاني
علينا أولا أن نعرف أي العنصرين هو الأساس , أي عاقل لو سألته
هذا السؤال سيقول لك الروح طبعا
طيب في تفكيرنا نحن أيهما الأهم الجسد أم الروح؟
لا شك أن الاثنين يكملان بعضهما ,لندخل في حياتنا قليلا هل نحن نشبع
رغباتنا الروحانية كما نشبع رغباتنا الجسدية
قبل الإجابة عن هذا السؤال علينا أن نطرح سؤالاً آخر مهم
ما هي رغباتنا الروحية وما هي رغباتنا الجسدية ؟ أعتقد أن رغباتنا
الجسدية معروفة لدى الجميع لنتركها جانبا
ما هي رغباتنا الروحية؟ سؤال مهم جدا وأعتقد بحسب خبرتي في الحياة
يعتبر هو البوابة الأولى للسعادة لو عرفنا الإجابة عليه كما يجب
هناك العديد من البشر من حاول الحصول على السعادة ولم يستطع
لأنه تصور أن السعادة قد تأتى مثلا بالمال وهذا خطأ ,هناك العديد
من الأغنياء المترفين انتحروا بسبب قلة أو غياب السعادة عنهم
لنعود للخالق سبحانه الذي يعلم قال سبحانه :( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا
مِن ذَكَرٍ أَوْ أْنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحيِيَنََهُ حَيَاةً طَيِِبَةً )سورة النحل
وفي المقابل قال سبحانه:( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنََ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا )
سورة طه الضنك هو الضيق وانعدام راحة البال
هنا يأتي سؤال مطروح من المسلم أحيانا يقول أنا مسلم أصلي وأصوم
وأقوم بكامل واجباتي الدينية ومع هذا اشعر بالضيق وقلة راحة البال
ماذا سنقول لهذا المحتار هل الله سبحانه لم يوفي بعهده كلا والله وألف كلا
الخلل فينا نحن علينا أن نعود لأنفسنا ونعرف الخلل ونفهم الدين بالصورة
الصحيحة التي أرادها الله سبحانه لنا لا كما نريد نحن,أصبحنا نمارس عبادتنا
بمزاجنا نحن لتتوافق مع حياتنا التي نريدها كلٌ يدلوا بدلوه ويشكِِل الدين
على مزاجه ثم يطلب من الله سبحانه الاستجابة وننسى أن الأعمال مرهونة بشرطين
أساسيين لا يقبل أي عمل إلا بهما ( الإخلاص و المتابعة ) الإخلاص لله وحده والمتابعة
أن نعبد الله كما يريد الله لا كما نريد نحن ولهذا بعث الأنبياء ليعلمونا كيف
نعبده سبحانه
لنرجع إلى السعادة وكيف نتمكن من الحصول عليها ,نحن الآن على يقين أن السعادة
الأساس فيها الروح كبداية ثم تسري في باقي الجسد فيرتاح براحتها ويسعد بسعادتها
لا ننسى أن هناك سعادة حقيقية وسعادة وهمية يتصور فيها الإنسان أنه سعيد
وهو بخلاف ذلك لهذا نجده متقلب المزاج ولا يعرف ماذا يريد بالضبط
كذلك هناك سعادة مؤقتة قد ينسى فيها الإنسان تعاسته وقلقله بصورة مؤقتة
السؤال المطروح الآن هو كيف أعرف أنني أعيش السعادة الحقيقية ؟
لا وجود لسعادة حقيقية إلا بتوطيد العلاقة مع الله سبحانه ومن أثار السعادة
الهدوء والاطمئنان يقول سبحانه : ( أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُُ الْقُلُوب )
الغريب في ذلك أن الله سبحانه جعل السعادة سهلة جدا وفي متناول الجميع
لا تحتاج الى مال ولا سلطة ولا جاه فقط حسََن علاقتك مع ربك كما هو يريد
و لا ننسى أن هناك ابتلاءات من ربك يبتلينا بها لتظهر علامات الصدق أو الكذب
يقول سبحانه: ( وَمِنَ النََاسِ مَن يَعْبُد اللهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنََ
بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ ) ماذا يحصل له قال سبحانه : ( خَسِرَ
الدُُنْيَا وَالآخِرَة ) سورة الحج
على الإنسان أن يطرق باب السعادة ويدخله بتحسين علاقته بربه ليدخل الحياة
باطمئنان وراحة بال ويحسََن علاقته مع الناس ويختار الأحباب الأوفياء الصالحين
وليكن شعاره ( أصدق مع الله يصدقك ) ينعم في هذه الدنيا بجميع ملذاتها بشرط الحلال قد تكون السعادة قريبة جدا من حياتنا ونحن لا ندري نبحث عنها في مكان
آخر بشق الأنفس وهي قريبة وسهلة فقط تحتاج منا الى وعي وإدراك وبصيرة
يجب أن نعرف الدنيا على حقيقتها فهي رغم روعتها وجمالها وفتنتها تبقى
فانية وتافهة أمام الاطمئنان وراحة البال وجمال حسن العلاقة مع الله سبحانه
عندما نصل الى هذه المرحلة ستأتي الدنيا مرغمة تحت أقدامنا فتكون بأيدينا
وليس في قلوبنا علينا أن نعرف أن الذي يملك الدنيا هو الله سبحانه
هذا كان حديثي مع النفس أحاول أن أمسح عنها هموم الدنيا ولعلني أفيد بحديثي وأستفيد
تبقى النفس دائما مشغولة بما يفرحها ويسعدها , النفس كالطفل الصغير
إذا تركناها لحالها حطمت أشياء ثمينة عندنا وجرحت نفسها
علينا أن نتحكم بها ونوجهها نحو الأفضل لتسعد ونسعد بها
وأنا داخل أعماقي أتحدث مع نفسي شعرت بقلبي وكأنه أراد أن يقول شيئا
طرح علي هذا السؤال ألا يمنحنا الحب السعادة ؟ تبسمت له وقلت أكيد
فالحب هو أرقى المشاعر الإنسانية وله مداعبات للنفس عجيبة
حتى عذابه واشواقه فيها نوع من التلذذ الروحي وترتاح النفس بها
مع هذا كله يعتبر الحب جزء من السعادة وليس كل السعادة
جعلكم الله سعداء الدنيا والآخرة
نسـ الحب ـيم- عضو جديد
-
عدد المساهمات : 37
رد: حديث النفس
شكرا لك على هذا الموضوع الرائع الذي يجعلنا نفكر بالبحث عن السعادة لان كثير منا لايعرف السعادة
شمس الغــد- مشرفة المنتدى الاجتماعي
-
العمر : 37
عدد المساهمات : 84
رد: حديث النفس
مشكور على هل موضوع الاكثر من رائع اخي الكريم .
Prince of Dark- عضو جديد
-
العمر : 35
عدد المساهمات : 34
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى